علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء pdf

وُلِد الشيخ علي بن مصطفى الطنطاوي في دمشق، سوريا، سنة ١٣٢٧هـ/١٩٠٩م لأسرة ذات علم ودين أصلها من مدينة طنطا في مصر. وكان جدّه الشيخ محمد بن مصطفى عالماً أزهرياً وخبيراً في الفلك والرياضيات. وقد انتقل بعلمه من مصر إلى ديار الشام في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. أما أبوه الشيخ مصطفى فكان أميناً للفتوى، ثم رئيساً لمحكمة النقض
في دمشق.  تلقَّى الشيخ علي الطنطاوي دراسته الابتدائية الأولى في المدرسة التجارية، ثم التحق بالمدرسة السلطانية الثانية، فالمدرسة الجقمقية، ثم دخل “مكتب عنبر”، الذي كان الثانوية الوحيدة في دمشق، لينال البكالوريا سنة ١٣٤٦هـ/١٩٢٧م. والتحق بعد ذلك بكلية الحقوق في جامعة دمشق حتى نال الليسانس سنة ١٣٥١هـ/١٩٣٢م. وقد جمع فضيلته بين الدراسة النظامية وتلقِّي العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية والعلوم على يد كبار المشايخ.  عمل – منذ مطلع شبابه – بالتدريس في المدارس الأهلية والحكومية في دمشق وتعرَّض لمضايقات عديدة بسبب مواقفه الوطنية وجرأته في مقاومة الفرنسيين وأعوانهم مما اضطره للانتقال إلى العراق سنة ١٣٥٥هـ/١٩٣٦م حيث عمل في مدارس بغداد وكركوك والبصرة. ثم عاد للتدريس في سوريا، كما قام بالتدريس في كلية الشريعة ببيروت لمدة سنة. وفي سنة ١٣٦٠هـ/١٩٤١هـ التحق بسلك القضاء، فعُيِّن قاضياً في النبك، ثم قاضياً في دوما، ثم قاضياً ممتازاً في دمشق، فمستشاراً لمحكمة النقض في الشام، ثم مستشاراً لمحكمة النقض في القاهرة أيام الوحدة مع مصر.  في سنة ١٣٨٣هـ/١٩٦٤م قدم الشيخ الطنطاوي إلى المملكة العربية السعودية، فأخذ يُدَّرس في كلية اللغة العربية وكلية الشريعة في الرياض، ثم انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة في مكَّة المكرَّمة، ثم تفرَّغ للعمل في مجال الإعلام. وكان له برنامج إذاعي يومي بعنوان مسائل ومشكلات وآخر تلفزيوني أسبوعي بعنوان نور وهداية، وظلَّ يقدمهما لحوالي ربع قرن. وهو من أقدم الإعلاميين العرب، إذ بدأ يحاضر في إذاعة يافا سنة ١٣٥١هـ/١٩٣٢م، وإذاعة بغداد سنة ١٣٥٩هـ/١٩٤٠م، وإذاعة دمشق سنة ١٣٦١هـ/١٩٤٢م. أما أول مقالة صحفية له فقد نُشرت سنة ١٣٤٥هـ/١٩٢٦م، ولم ينقطع عن النشر في الصحف منذ ذلك التاريخ.  وقد قام الشيخ الطنطاوي بجهود خيِّرة في مجال الدعوة الإسلامية عقوداً؛ وذلك من خلال الدروس والمحاضرات والكتب والمقالات والمؤتمرات والأسفار، ومن خلال الصحف والإذاعة والتلفزيون. وتقلَّبت به الدنيا وهو ثابت لم يتغيَّر ولم يتقلَّب. وقد ألَّف عشرات الكتب، وكتب مئات المقالات، وأذاع آلاف الأحاديث، والتقى بمستويات شتَّى من البشر تتفاوت وتتباين في المستوى الاجتماعي والثقافي. وظلَّ عند هؤلاء جميعاً داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مُبيّناً فضائل الإسلام أو مُقدِّماً النصيحة والمشورة، أو راداً على الشُّبَه والتزييف، أو مشاركاً في صياغة القوانين والأنظمة، أو عاملاً في إعداد المناهج التعليمية. وقد وظّف ثقافته وعلمه وأسلوبه الأدبي في خدمة الدعوة الإسلامية، فأجاد وأفاد، وانتفع بعلمه عدد لا يحصى من البشر.  مُنِح فضيلة الشيخ علي الطنطاوي الجائزة (بالاشتراك) وذلك لما قام به من خدمات جليلة في مجال الدعوة الإسلامية وفي مقدمتها:تميُّزه بالعمل المتواصل والبذل والعطاء طوال ستين عاماً في مختلف المجالات التعليميَّة والثقافية والقضائية والاجتماعية. 
إتِّسامه بالصمُود والكفاح في ميدان التوعية الإسلاميّة ونشر الفكر الإسلامي، وإسهامه في الجهود الإصلاحية بالمحاضرة والكتابة والإذاعة والنشر. بَذله كل ما يستطيع في ردّ الشُّبه ونقض الأباطيل بالمناقشة والمجادلة بالتي هي أحسن، وهدايته الناس إلى الحق بالفتوى الرشيدة والدعوة الصَّادقة.      انفراده في دعوته إلى المنهج السليم بإبداع في مناهج القول والكتابة يتميَّز بالطرافة والسهولة والنفاذ إلى قلوب مخاطبيه ومستمعيه رجالاً ونساءً شرقاً وغرباً.  تُوفِّي الشيخ علي الطنطاوي، رحمه الله، سنة ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م، ودُفن في مكَّة المكرَّمة بعد أن صُلي عليه في الحرم المكِّي الشريف.

الكتاب :علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء
المؤلف:  مجاهد مأمون ديرانية

سلسلة : علماء ومفكرون معاصرون
الناشر : دار القلم - دمشق

الحجم : 3 م.ب. 
عدد الصفحات : 136
معاينة الكتاب :  G.Drive

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة بن زيد أصغر قائد في الإسلام للصف الثاني الإعدادي pdf

عالم المعرفة 416 : الفيض - أمراض الحيوانات المعدية و جائحة الوباء التالية بين البشر الجزء الثاني pdf

التغذية الراجعة المستمرة كيف تحصل عليها وكيف تستخدمها pdf